Leblad البلاد

في غزة، لم يعد السكر الأبيض متاحًا، فحلّت مكانه بدائل خطرة مثل "سكر اللوز" و"الماء المُحلى". هذه المواد في حقيقتها محليات صناعية مثل السكرالوز (E955)، غرام واحد منها يباع بـ30 شيكلًا ويكفي لتحلية 5–7 لترات ماء. لكن الاستهلاك العشوائي يحولها إلى مهدد صحي مباشر. حالات عديدة ظهرت بين الأطفال بسببها، بينها التبول اللاإرادي، فيما تؤكد منظمة الصحة العالمية أن الحد الآمن لاستخدام السكرالوز هو 9 ملغم لكل كيلو من وزن الجسم يوميًا. #البلاد

في قطاع غزة ينهار النظام الزراعي بوتيرة غير مسبوقة. فقد أظهرت بيانات منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) أن 96% من الأبقار (نحو 15 ألف رأس) نَفقت، إلى جانب 61% من الماعز، و64% من الأغنام، و98% من الدواجن، فيما جرى ذبح معظم العجول قسراً. ولم تقتصر الخسائر على الثروة الحيوانية، إذ تضرر 86% من الأراضي المزروعة بالمحاصيل الدائمة، ولم يتبق سوى 1.5% من الأراضي الزراعية صالحة وممكن الوصول إليها حتى يوليو/تموز 2025. ووفقاً لتقييم الأضرار والاحتياجات السريع المؤقت الصادر عن البنك الدولي، بلغت الخسائر الاقتصادية في القطاع الزراعي نحو 1.3 مليار دولار. ويُقدَّر أن غزة تحتاج إلى 1.06 مليار دولار على مدى السنوات الثلاث المقبلة لإعادة استقرار بنيتها التحتية الزراعية، بما يضمن استعادة 70% من وظائفها الحيوية وزيادة الإنتاج الغذائي المحلي بنسبة 40%.

من "الحيوانات البشرية" حسب غالانت إلى "الحيوانات غير المتحضرين" عند باراك، ليس الأمر مجرد كلمات، بل هي الترجمة الصريحة لعقل استعماري قديم يواصل جرائمه بدم بارد: قتـ.ـل الفلسطينيين في غزة، وإبـ.ـادة شعوب الشرق الأوسط عبر قرون من الاستعمار الذي لم يتوقف يومًا عن سرقة الأرض وسفك الدماء.

مريم رياض أبو دقة «33» اغتالها الاحتـ ـلال يوم أمس في مجمع ناصر الطبي، عقب مسيرة طويلة من التضحية والتوثيق في مسيرتها الصحفية في قطاع غزة، وبخاصة في محافظة خانيونس جنوب القطاع. #البلاد

فور انتشار فيديو اغتيال الصحفيين الخمسة برفقة كوادر الدفاع المدني عند مجمع ناصر الطبي جنوب قطاع غزة، أعلن بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع والناطق باسم الجيش اعتذارهم كون قتل الصحفيين الخمسة جاء خطأً... سخرية عمّقتها احتجاجات الإعلاميين اليوم وأمس على هذا الاعتذار، كونه يضع بين يدي العالم دليلًا شاهدًا على تجريم الاحتـ ـلال واغتيالاته المكررة للصحفيين المحميين وفقًا للقانون الدولي.

حرم آلاف الطلاب الغزيين من مدارسهم وتعليمهم منذ بدء الإبادة على قطاع غزة قبل نحو 689 يومًا، خلت هذه المدارس من طلابها، لكنها اكتظّت بالنازحين والمجوعين والمكلومين، لكن هذا لم يمنع الاحتــلال من قصفها واستهدافها، فمئات الغارات شُنت على مدارس القطاه فرق رؤوس من فيها.

تتسابق الدول العربية لإثبات ولائها الكامل للاحتـ ـلال، بالمزيد من الصادات الغذائية التي بلغت قيمتها في شهر يونيو السابق فقط أكثر من 116.4 مليون دولار أمريكي، في الوقت الذي تضرب فيه المجاعة كل أركان القطاع بفعل سياسات الاحتـ ـلال وهندسة التجويع التي يمارسها هناك.

هذه وصية مريم أبو دقة لابنها الوحيد الطفل غيث، الذي أبعدته الحرب عنها أيامًا طويلة.. بعد أن أخرجته من القطاع حفاظًا على حياته، مريم التي عانت وتشرّدت وفقدت أغلى ما تملك خلال الحرب، وهذا غيث الذي حمّلته الدنيا همًّا أكبر منه، بعد استشهاد أمه.. مريم (33) عامًا، قتلها الاحتـ ـلال في اليوم 689 من الحرب المستمرة، برفقة أربعة آخرين من زملائها الصحفيين والمصورين عند مجمع ناصر الطبي جنوب القطاع.

كانت هذه كلمة الشهيد الصحفي المصور محمد سلامة في الأيام الأولى من العدوان علي قطاع غزة، عاش معنا محمد طويلًا، وثّق وصوّر ونقل كل ما ممارسه الاحتـ ـلال طويلًا، وها هو اليوم يرتقي شهيدًا لاحقًا بركب 243 صحفيًّا شهيدًا ارتقوا معه وقبله.

نحو 4 صحفيين قتلهم الاحتـ ـلال قبل قليل في ضربات متفرقة، معاذ أبو طه ومريم أبو دقة وحسام المصري ومحمد سلامة، ليرتفع عدد الصحفيين الصهداء إلى نحو 244 صحفيًّا، تحت سياسة ممنهجة اتبعها الاحتـ ـلال للقضاء على الصورة والكلمة، والتفرد بقتل الغزيين وتجويعهم وتشريدهم.

من باكو إلى تل أبيب، لم تعد الروابط بين الطرفين مجرد تبادل للمصالح، بل تبلورت في صورة تحالف إستراتيجي متين، يتكئ على موقع أذربيجان الجيوسياسي الفريد على تخوم إيران، وعلى وشائجها العرقية والثقافية مع تركيا. منذ مطلع التسعينيات، رسخت «إسرائيل» موطئ قدم لها في القوقاز عبر إمداد باكو بتسليح نوعي بلغ ذروته بتغطية نحو 70% من احتياجاتها العسكرية، مقابل تدفق نحو 40% من واردات النفط الإسرائيلي عبر خط باكو–تبليسي–جيهان - "إسرائيل". غير أن جوهر هذه العلاقة يتجاوز معادلات الاقتصاد والأمن، ليكشف عن تشابه في العقيدة القتالية وأساليب إخضاع الخصوم؛ فكما شددت «إسرائيل» الخناق على غزة وقطعت عنها سبل الحياة، أحكمت أذربيجان الطوق على ناغورنو كاراباخ قبل أن تُفرغ الإقليم من سكانه الأرمن في عملية تطهير عرقي عام 2023، وسط تجاهل دولي فاضح. إنها شراكة تُسوّق على أنها «قصة حب»، لكنها في واقع الأمر تتجسد في توحّد السياسات وتُقنن الفظائع الإبادية.

التحقيق الذي نشرته صحيفة "هآرتس" يوضح أن اعتداءات المستوطنين في الضفة الغربية تجري في إطار منظَّم ومدعوم رسميًا، حيث يشارك فيها مسلّحون وجنود وتُمنح أسلحتهم عبر الجيش ووزارة الأمن القومي. وتشير المعطيات إلى اعتماد نهج مزدوج يقوم على إرغام المجتمعات الضعيفة مثل الرعاة على النزوح القسري، بالتوازي مع تصعيد الهجمات الدامية ضد القرى الفلسطينية انطلاقًا من البؤر الاستيطانية. كما يكشف التحقيق عن مظلة سياسية وأمنية تتجلى في زيارات لقيادات حكومية وأمنية أبرزها إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، إلى جانب إهمال متعمّد للتحقيقات في الجرائم. الأرقام تؤكد حجم التمييز: أقل من تسعة بالمئة من أوامر الهدم نُفّذت بحق المستوطنين، مقابل نحو سبعين بالمئة ضد الفلسطينيين، في مسعى واضح لتكريس واقع استيطاني قسري.

ليلة عصيبة يعيشها سكان قطاع غزة وخاصة أهالي منطقة جباليا البلد، حيث بدأت قوات الاحتـــ ـلال الإسرائيلي عمليات نسف باستخدام الروبوتات المفخخة في أحياء عديدة في القطاع بعد منتصف هذه الليلة

هذا الطريق المؤدي إلى نابلس، حيث يعربد الاحتـ ـلال ويتخذ منها مستوطنات ويسلب الأراضي، يقتّل الفلسطينيين ويحرمهم من بيوتهم ومزارعهم وممتلكاتهم. في حصيلة اعتداءات الاحتـ ـعلى الضفة منذ السابع من أكتوبر، كانت هذه الأرقام: ⚪️ أكثر من 1،062 فلسطينيًا استشهدوا. ⚪️ نحو 4،862 اعتداء نفذه مستوطنون. ⚪️ 13,195 عملية هدم لمنازل وممتلكات الفلسطينيين. ⚪️ 26,491 عملية اقتحام لمناطق الضفة.

تفشّي الشلل الرخو في غزة يضيف أزمة جديدة إلى مشهد صحي ينهار تحت وطأة الحرب والحصار. فمنذ أكتوبر 2023، تسجّل المستشفيات ارتفاعًا غير مسبوق في الحالات، إذ بلغ عدد الإصابات خلال شهر يوليو وحده أكثر من 80 حالة، بينما لم يكن المعدل يتجاوز عشر حالات سنويًا قبل الحرب. ويعزو الأطباء هذا التفشي إلى تلوث المياه واختلاطها بالصرف الصحي، إضافة إلى سوء التغذية وانعدام الرعاية الطبية الأساسية. هذا التصاعد المقلق يتزامن مع عجز المنظومة الصحية عن الاستجابة، حيث خرج نحو 94% من المستشفيات عن الخدمة، فيما تفتقر غزة إلى الأدوية والعلاجات الضرورية مثل عقار (IVIG) وأجهزة التنفس الصناعي. وبينما يواجه المرضى خطر الوفاة خلال ساعات إذا لم يتلقوا العلاج المناسب، يواصل الأطباء إطلاق نداءات عاجلة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

في غزة، لا يُقتل الصحفي خطأً ولا يسقط عرضًا في طريق القصف. بل تبدأ القصة من منشورٍ تحريضي، أو تغريدةٍ تتهمه بالانحياز، أو صورة تُقتطع من سياقها لتُقدَّم دليلًا على "التواطؤ". ومن هنا، تُكتب أسماؤهم على القوائم، ويُسهّل التحريض الرقمي مهمة الطائرة التي تعرف جيدًا من تستهدف. الكاميرا تتحوّل إلى تهمة، والانتماء المهني يُعامل كجريمة، وحتى العائلة لا تنجو، إذ تُقصف البيوت فوق رؤوس من فيها، وتُحوَّل منازل الإعلاميين إلى رماد. ما يجري ليس استهدافًا عابرًا للصحفيين، بل حربٌ شاملة على الرواية، يراد من خلالها إسكات الحقيقة، وتجريم الشهود، وتحويل المعلومة إلى سلاح يُدان من يحمله. إنها محاولة منهجية لإبادة كل ما يفضح العدوان، ويؤرّخ للدم، ويكسر حاجز الصمت.

كشفت منظمة “هيومن رايتس ووتش” أن الجيش “الإسرائيلي” شكّل “خليّة قصف خاصة” لتحديد المدارس في غزة وتدميرها بشكل ممنهج، واعتمد هذا “المركز” آلية تُصنّفها بشكلٍ صريح، مما أدى لتدمير أكثر من 500 مدرسة خلال الحرب. وأوضحت المنظمة أن إسرائيل استهدفت منذ بداية الحرب المدارس بشكل مباشر، في عملية متكررة تهدف إلى نشر الرعب، مثال صارخ للانتقام، وتدمير كامل للبنية التعليمية

حي الأمل في خان يونس لم يعد يحمل من اسمه شيئًا، إذ تحوّل إلى ركام بفعل التفجيرات المتتالية التي ينفذها جيش الاحتلال باستخدام الروبوتات المفخخة والغارات الجوية. الأهالي يصفون المشهد بأنه أشبه بكارثة طبيعية مدمرة، حيث تُهدم البيوت على نحو جماعي ويُستهدف المدنيون برصاص الطائرات المسيّرة، حتى الفتية الذين حاولوا الوصول إلى بئر ماء قرب مستشفى الهلال الأحمر لم يسلموا من النيران. شهادات السكان تكشف عن حجم المأساة وعن حالة من الفقد والذهول المستمر. في الوقت ذاته، يواجه ما يقارب 890 ألف نازح في خان يونس ومواصي رفح ظروفًا إنسانية خانقة، تتسم بالاكتظاظ وغياب مقومات العيش الأساسية، من غذاء ومياه ورعاية صحية. هذه الأوضاع تفاقم من احتمالات انتشار الأمراض وتؤكد الحاجة إلى تدخل عاجل يضع حدًا للعدوان ويمنع الانهيار الكامل لما تبقى من حياة في غزة.

هذا المعلم الغزي ماجد مطر، عاش ما عاشته غزة منذ 684 من عدوان الاحتـ ـلال عليها، حيث تركها العرب والعالم دون إغاثة، النزوح والتشريد والتجويع والتعطيش والحرمان حتى من العلاج.

على مدار نحو عامين من العدوان على الغزيين، تغيرت كل مظاهر الحياة في القطاع، تغيرت أشكال الناس، وهموهم، وأولوياتهم، وحتى صفاتهم، فكانت هذه الحرب كفيلة بتغيير وظائف الأشياء المعتادة كذلك، ليقدر الغزيون على مواكبة الحياة الجديدة التي أجبروا عليها بلا أدنى مقومات المعيشة، البيوت والمدارس والكتب والأغذية وغيرها الكثير مما تغيرت وظيفته ليكون أكثر قدرة على خدمة الغزي المنكوب، ولتعويضه عن النقص الكبير الذي طاله بفعل إغلاق المعابر ونقص السيولة النقدية وهدم البيوت والمنازل وغير ذلك.