Leblad البلاد

صباح اعتاده الغزيون... منذ أن بدأت مراكز المساعدات الأمريكية الإسرائيلية بالعمل قبل أكثر من شهر، مسافات طويلة تحت حر الشمس يقطعونها وصولًا إلى تلك المراكز ليتمكنوا من الحصول على كيس طحين واحد يكفيهم لما لا يزيد عن أسبوع واحد. الغزيون المجوعون أنهكتهم الحرب المستمرة مند 631 يومًا، وأفقدتهم أموالهم وصحتهم وبيوتهم وأبناءهم وأعمالهم وغير ذلك الكثير مما لا يعد ولا يُحصى، والاحتـ ـلال إمعانًا في إذلالهم بعد كل ذلك، اتخذ هذه المراكز وسيلة جديدة لكد والمشقة… لكن الغزيون باقون كما عرفناهم ونعرفهم.

أعلنت صحيفة هآرتس العبرية عن مقتـ ـل 19 جنديا في جيش الاحتـ ـلال منذ بداية هذا الشهر (يونيو) في قطاع غزة.

630 والعدوان مستمر على أهل غزة، أكثر من 56 ألف شهيد حتى اليوم، مئات الآلاف من الجرحى والمجوّعين والمشردين والمفقودين، وأشكال لا تعد من العذاب يعيشها الغزي كل يوم، وأنواع لا تحصى من الحرب يكابدها كل يوم كذلك، لتأمين الطعام والماء والدواء والمأوى وغير ذلك الكثير… لكن القول كما قال الصحفي يوسف فارس: كل هذا الحزن سينتهي ولو بعد حين. #البلاد

في نظام استعماري إحلالي كـ"إسرائيل"، لا يكون القاتل مجرد اسم في منصب سياسي، بل هو وظيفة تؤديها منظومة كاملة بإجماع ووعي. نتنياهو ليس استثناءً، بل حلقة في سلسلة متصلة من القادة الذين نفّذوا المشروع نفسه، اقتلاع الشعب الفلسطيني وإخضاعه بالقوة. اختزال الجريمة في شخص نتنياهو يُضلّل فهمنا لحقيقة ما يجري. فالقصف، والحصار، والتجويع، والتدمير، كلها تُدار عبر منظومة صهيونية متكاملة: جيش يقتل، وقضاء يبرر، وإعلام يروّج، وجمهور يصمت أو يصفق. المجزرة ليست "انحرافًا سياسيًا"، بل التعبير الأكثر صدقًا عن البنية العميقة للدولة. لذلك، فإن تبدّل الوجوه لا يُبدّد الخطر، بل يؤكده.

حرب متكاملة الأركان يشنها الاحتـ ـلال على الغزيين المًجوَّعين خلال محاولتهم الحصول على الغذاء من (مصائد الموت) مراكز "المساعدات الأمريكية – الإسرائيلية" منذ أن بدأت عملها بتاريخ 27 مايو 2025، أي قبل شهر كامل.. والسؤال: هل أطعمت هذه المراكز بطن غزي؟ أكثر من 549شهيدًا ارتقوا عند هذه المراكز، وأصيب نحو 4066 آخرون، بينما ما يزال 39 غزيًّا في عداد المفقودين. منذ أشهر طويلة والاحتـ ـلال يغلق معابر قطاع غزة ،يمنع دخول شاحنات المساعدات المتكدسة خلفها، ما أدى إلى خلق حالة من التجويع الممنهج التي يعيشها الغزيون كبارًا وصغارًا، منهم المرضى وكبار السن وغيرهم.

في قلب المشروع الاستيطاني للاحتـ ـلال، لا تظهر الملاجئ كاستجابة طارئة لحروب عابرة، بل كعنصر بنيوي في تخطيط المدن والعقيدة الأمنية. هي امتداد للجبهة لا يراها العدو، لكنها ركنٌ في المعركة. منذ التسعينيات، صار من الإلزامي أن تحمل كل شقة جديدة غرفة مصفّحة، تُبنى بقوانين عسكرية أكثر منها مدنية. أما إدارتها، فليست بيد البلديات أو المجالس المحلية، بل تخضع مباشرة لقيادة جيش الاحتـ ـلال عبر وحدة متخصصة تتعامل مع الملجأ كما تتعامل مع الثكنة. تعددت أشكالها ومسمياتها، لكنها جميعًا تتشارك الوظيفة ذاتها: تحصين الجبهة الداخلية، لا حماية الإنسان.

هذا حال يومي يعيشه الغزيون منذ أن بدأت مراكز المساعدات الأمريكية الإسرائيلية، يخرجون ساعات طويلة بانتظار كيس طحين يسد جوع أطفالهم.. وقتها تنهال عليهم رصاصات الاحتـ ـلال التي قتلت حتى اليوم أكثر من 530 غزيًّا هناك، وأصابت المئات كذلك.

هذا حال يومي يعيشه الغزيون منذ أن بدأت مراكز المساعدات الأمريكية الإسرائيلية، يخرجون ساعات طويلة بانتظار كيس طحين يسد جوع أطفالهم.. وقتها تنهال عليهم رصاصات الاحتـ ـلال التي قتلت حتى اليوم أكثر من 530 غزيًّا هناك، وأصابت المئات كذلك. #البلاد

هذا حال الغزي كل يوم منذ أن بدأت مراكز المساعدات الأمريكية الإسرائيلية عملها، مصائد موت مُعلنة وواضحة للعيان، يرتقى إثرها يوميًّا عشرات الغزيين، ويصاب المئات غيرهم، هذه صرخة ألم ووجع من لسان غزي جوّعه الاحتـ ـلال طويلًا، وأفقده أحبابه وأصحابه قتلًا، وشرّده عن بيته 20 شهرًا متتاليات.. فمتى يصغي العالم لهذه الصرخات؟

حرب كاملة بجميع أركانها يشنها الاحتـ ـلال على الغزيين المًجوَّعين خلال محاولتهم الحصول على الغذاء من (مصائد الموت) مراكز "المساعدات الأمريكية – الإسرائيلية" منذ أن بدأت عملها بتاريخ 27 مايو 2025، فقد ارتقى أكثر من 516 شهيدًا، وأصيب نحو 3799 آخرون، بينما ما يزال 39 غزيًّا في عداد المفقودين. منذ أشهر طويلة والاحتـ ـلال يغلق معابر قطاع غزة ،يمنع دخول شاحنات المساعدات المتكدسة خلفها، ما أدى إلى خلق حالة من التجويع الممنهج التي يعيشها الغزيون كبارًا وصغارًا، منهم المرَي وكبار السن وغيرهم.

في غزة، لم يعد "الطفل اليتيم" مجرد حالة إنسانية تستدعي الشفقة، بل صار ظاهرة متفاقمة تحوّلت إلى نمط اجتماعي جديد وموجع؛ أطفالٌ لا يملكون من الطفولة سوى اسمها، يجرّون إخوتهم من تحت الركام، ويقفون على أطلال منازلهم كـ "ربّ أسرة" مفجوع. تزايدت التقارير عن أطفال فقدوا والديهم بالكامل، ووجدوا أنفسهم فجأة في موقع المسؤولية، يطهون، يرعون، ويحرسون، في بيئة مفخخة بالخطر والحرمان. بعضهم اضطر للعمل في الشوارع، وبعضهم انجرف نحو مسارات مقلقة، من السرقة إلى التسوّل، ومن التجمّع في نقاط توزيع خطرة إلى النوم في العراء. هؤلاء ليسوا مجرّد أرقام في تقارير الأمم المتحدة، إنهم جراح مفتوحة تنزف في صمت

أكثر من أسبوع ونحن نشاهد العـ ـدو يذوق بعضًا مما ذاقه أهل غزة طيلة 20 شهرًا مضت، حققت فيها إيران خلال هذه الأيام القليلة أحلامًا تمناها الغزيون بحق كل مستوطن، أن ينزح ويُشرّد من داره، ويسكن الخيام وسط الحر، ويُقصف جالسًا في مقهى مجاور لمنزله، ويمرض أو يصاب لا يجد مستشفى قريبًا منه يعالجه… هذا أقل القليل مما عاشه الغزيون.

نحو 70 ألف طالب وطالبة من مواليد 2006 و2007 حُرموا من حقّهم في التقدّم للامتحانات بسبب الحــــرب المستمرة، بعد أن استُـــشهد آلاف منهم أو اضطروا لمغادرة القطاع. وزارة التربية كانت قد أعدّت خطة متكاملة تشمل البرمجيات والمراكز، لكن تجدد العدوان عطّل كل شيء. أما اليوم، فمجرد التفكير في تجميع الطلبة داخل قاعات امتحانية يُعدّ مجازفة قد تتحوّل إلى كارثة. فهل أصبح الحلم بالتخرج في غزة ترفًا يُقابل بالمـــــوت؟

في مثل هذا اليوم قبل ثلاثين عامًا، في الثاني والعشرين من يونيو عام 1995, ارتحل محمود خواجا بـ 9 رصاصات أطلقها الاحتـ ـلال نحو جسده، اخترقت إحداها الرأس ما بين الحاجبين حسب شهادة أخيه، وهو ابن الجيل الأول لحركة الجهـ ـاد الإسلامي - سرايـ ـا القـ ـدس، وكان له شرف تأسيس الجناح العسكري الأول للحركة. ولد الشهيد القائد محمود عرفات الخواجة في مخيم الشاطئ للاجئين، في مدينة غزة الموافق 27 ديسمبر 1960، وقد نشأ على المقـ ـاومـ ـة بعد استشهاد عمه على يد الاحتـ ـلال، لتكون هذه الحادثة من الدوافع النفسية الأولى له ليخوض معركته ضد الاحتـ ـلال. بعد عدة سنوات من الاغتيال، وأثناء مقابلة مع صحيفة معاريف قال نائب رئيس الأمن الداخلي التابع للاحتـ ـلال (الشاباك) يتسحاق إيلان إن هذا الجهاز اغتال أحد قادة الجـ ـهـ ـاد الإسلامي لضلوعه بالتخطيط لعملية بيت ليد التي أوقعت 22 مستوطنًا.

هذا هو المشهد في غزة.. الأم والأب والأخ هم فريق الإسعاف والإنقاذ لابنهم المصاب، فالاحتـ ـلال يكاد يوشك أن يعدم قدرات الإسعاف والدفاع المدني هناك في القطاع، ليكثف معاناة الغزي، فمن ينجو من القصف مصابًا لن يجد من ينقذ بقايا الروح فيه. 144 سيارة إسعاف استهدفها الاحتـ ـلال وأخرجها عن الخدمة منذ بداية العدوان، وأكثر من 115 شهيدًا من الدفاع المدني قتلهم الاحتـ ـلال كذلك.. وذلك ضمن حرب ممنهجة يبتغي الاحتـ ـلال من خلالها قتل كل أسباب النجاة في غزة.

ارتقت قبل قليل الغزية أم عمر والدة كل من الصحفيين إبراهيم ومحمد نوفل، وهكذا يكمل الاحتـ ـلال مسيرته في القتل والغدر، فأكثر من +12,400 سيدة غزية قتلها الاحتـ ـلال منذ أن بدأ عدوانه على القطاع.

انتصر المسلمون على اليهود في خيبر في السنة السابعة للهجرة، واليوم بعد أكثر من 14 قرنًا، استخدمت إيران صاروخ خيبر ضد الاحتـ ـلال، ليمون اسمه دالًا على فعله. استخدمت قوات الجوفضائية للحرس الثوري الإيراني، اليوم الأحد، لأول مرة صاروخ "كاسر خيبر" في هجماتها الصاروخية التي استهدفت عدة مواقع في فلسطين المحتلة، وذلك ضمن الموجة الـ20 من هجماتها. صاروخ "خيبر شكن" (كاسر خيبر) الإيراني يتمتع بمدى 1450 كيلومتراً وطول 5.10 أمتار وقطر 800 ملم ووزن 4500 كيلوغرام. ويحمل الصاروخ رأساً حربياً بوزن 500 كيلوغرام، فضلاً عن أن سرعته تصل إلى أكثر من 5 آلاف كيلومتر في الساعة.

قبل الضربات الأمريكية على أصفهان وناتنز وفوردو، أظهرت صور الأقمار الصناعية زيادة في الخدمات اللوجستية ونشاط غير معتاد في فوردو، حيث تجمعت 16 شاحنة في يومي 19-20 يونيو مع الآلات الثقيلة بالقرب من مدخل المنشأة الرئيسي. صور الأقمار الصناعية من ماكسار تشكك في مدى جدوى ضربات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ليلة أمس.

للعام الثاني على التوالي، يُحرَم عشرات آلاف الطلبة في غزة من تقديم امتحانات التوجيهي، بسبب حربٍ دمّرت المدارس وشردت العائلات وقطعت سُبل التعليم. أكثر من 78 ألف طالب حُرموا خلال عامين، والغالبية الساحقة لا تزال عالقة داخل القطاع، دون فرصة أو بديل. في المقابل، يمضي طلبة الضفة في تقديم الامتحانات، ويكمل نحو ألفي طالب من غزة مسيرتهم من خارج الحدود. هذه ليست أزمة تعليم فقط، بل جريمة بحق جيل بأكمله.

صباحًا مساء هذه تل أبيب.. مساء تدك الصواريخ المباني والشوارع والأحياء، صباحًا يستيقظ المستوطنون على مشاهد الدمار والركام الكبير… تسعة أيام عاشها المستوطنون وسط هذه المشاهد الصباحية والمسائية، تحزنهم.. فتـ ـفـ ـرحنا!