90 762
订阅者
-13024 小时
-2417 天
+2 23630 天
帖子存档
تسلل إليه شعور عميق بالخيبة، و أحس بوخزٍ في مكان خفي في قلبه، معاناته لا تزول، وعليه أن يتعايش معها .
إن الصورة القصوى للتحفيز الداخلي تتحقق حين تصير العادة جزءاً من هويتك، فالقول بأنك تريد شيئًا ما، يختلف تماماً عن القول بأنك من نوعية الأشخاص التي تؤمن بهذا الشيء، وكلما صرت فخورًا بجانب معين من هويتك صرت مدفوعاً أكثر إلى الحفاظ على العادات المُرتبطة بهذهِ الهوية .
حلمت أنني أمضي حياتي وحدي، في قطارات تنقلني إلى مُدن بعيدة، لا أحمل إلا ذاكرتي وفرشاة أسناني، أختار المقعد المُجاور للنافذة في النهار، أنظر إلى ما لا يُرى إلا من مكاني، وفي الليل أبحث عن وجهي في انعكاس الزجاج المُعتم ولا أراه .
الأحياء يموتون أو يسافرون والموتى دائماً يجيئون، كنتُ أظنّ أنّ الحياة والموت عالمان مُنفصلان بينهما حدود واضحة، لكنني الآن أعرف أنهما مُتلاحمان، ينحتان بعضهما البعض، الواحد يسقي الآخر كأسه، أبي كان يعرف هذا جيداً، وشجرة الرمان تعرف هذا جيداً، أنا مثل شجرة الرمّان، لكن كل أغصاني قُطِعَت وكُسرت ودفنت مع جثث الموتى، أما قلبي فقد صار رمّانة يابسة تنبض بالموت، وتسقط مني كل لحظة في هاوية بلا قرار، لكن لا أحد يعرف، لا أحد ..
وحدها شجرة الرمّان تعرف .
إنه لشيء في غاية الغرابة أن تواجه الأيام وأنت تبتسم ثم لفرط تحمّلك تسقط جاثياً على نفسك، أن تنظر خلفك فترى بأنهُ لا يوجد أحد بجوارك، تنظر إلى يمينك ويسارك أيضاً لا يوجد أحد، تعرف تماماً أنك إنسان لست قادر على تصديق شيء، تعلم تماماً أنه حتى شخصك المُفضل لم يكن أهلاً لقلبك، لن تجد أبداً شخصاً أهلاً لقلبك سواك، عندما تؤمن بكل هذا سترى الأمور بوضوحٍ تام، و عندما تسقط أفواجاً من الناس حولك رُغم كونهم قلّة ولكنهم يتساقطون بكثرة، عندها فقط ستُكمل المسير وحدك وأنت تُلقي الكلمات على من تحب، والنكات على من يجاوروك، لن تشعر بالنقص أبداً على الرغم من أنك تعلم تماماً كنور الشمس أنهم كاذبون، حتى من راهنت عليه سيخذلك في النهاية، لكنك ستمضي ولن تُصدق هذا ولن تُعر اهتماماً لذاك، أظن أنني شخصياً كنتُ هكذا، لربما أيضا سأرجع هكذا، لا أُريد أن أظل بالمنتصف أبداً، ربما هي أيام عجاف، أن تكون في المنتصف تماماً، تُصدق هذا وأنت تعلم أنه كاذب، وتنكر الآخر وأنت تعلم أنه صادق، تجاور شخصك المفضل بكل ما وددته من حب وأنت تعرف تماماً أنك لا تهمه، وتبتعد عن من أحبوك وأنت تعرف تماماً أنك كل همهم، هكذا ببساطة تسير الحياة عكس ما نُريد، تركض وتركض وتركض تُلقي الكذبات كإختبار فنحن نُصدقها كالأغبياء، نُصدقها ونحن نعرف أنها اختبار، كنا أغبياء جداً عندما رافقنا وتوددنا للأشخاص الخطأ، وإن ظللت أقول أنني استعدت ثقتي تجاه كل هذا العالم لن أكون دقيقاً تماماً، لأنني أنا أيضاً سأكون كاذباً حينها، لم أثق بأحد بعد، إن كان ببقائه أم بغيابه أم بحبه أو كرهه، رُبما راهنت على بعض الأشخاص لكنني دفعت ثمن هذا الرهان غالياً، فالرهان لعبة كاذبة، فقدت قدرتي على تصديق أي شيء، وكل من راهنت عليهم يوماً أفقدوني يقيني تماماً وزرعوا مكانه الشك والشوك، حتى بتُّ وحيداً في رحلة الحياة .
Repost from TgId: 1346065470
لاتنسوا قراءة سورة الكهف فإنها نورٌ ما بين الجمعتين .
أفضل ما يُمكن أن يحدث للإنسان في حياته، أن يجد شخصاً يُذكّره دائماً بأحلامه وقوته، و يُذكّره بتفاصيل عن نفسه ينساها عادةً عند أقرب حفرة حزن ولا يتركه وحيداً فيها .
لم تلتفت لي الحياة، ولكنّها كانت مُنشغلة بترتيب أدوار أخرى، لناس آخرین ..
كل شيء كان مُرتباً كما في بدء الخليقة: الخسارات الأنيقة،
الخوف المُبطّن، الليل والعزلة والشك في يقين الحياة نفسها .
أُريد الكثير من الصمت، أكثر من هذا (اللاصوت) الذي يُحاصر المكان، أُريد ثورةً من الصمت، أُريد أن أرى العالم ينكمش ويعود طفلاً، حيث الأشياء مفهومة وقابلة للقراءة، رُبما كل ما أردته لحظتها هو أن أُعيد الزمن إلى الوراء و أعود معه .
ولكن هل هو الكلام الذي يُحدث التفاهم بين الأرواح المُتحابة؟ هل هي الأصوات والمقاطع الخارجة من الشفاه والألسنة التي تُقرّب بين القلوب والعقول ؟ أفلا يوجد شيء أسمى مما تلده الأفواه وأطهر مما تهتز به أوتار الحناجر ؟ أليست هي السكينة التي تحمل شعاع النفس إلى النفس، وتنقل همس القلب إلى القلب؟ أليست هي السكينة التي تفصلنا عن ذواتنا فنسبح في فضاء الروح الشاسع، مُقتربين من معنى ارواحنا، شاعرين بأن أجسادنا لا تفوق السجون الضيقة، وهذا العالم ليس سوى منفى بعيد يجرفنا معه .
كُن ممتناً لِكُل المرات التي تخطيت فيها نوبة الفزع وحدك، واستطعت تنظيم أنفاسك وطرد كُل الأفكار التي تخنق قصَبَتك الهوائية وحدك، دُونَ صوتٍ مألوف يُهدهد خوفك، لكُل المرات التي رأيت فيها أقوى أحلامك الخاصة تنهار أمامك واستطعت التماسك والتعافي وإعادة المحاولة وحدك، كُن مُمتناً لكُل المرات التي احتجت فيها رفقةً أو رأيًا أو مُساندة لكنك استطعت التغلّب على ذلك الشعور والإستمرار وحدك، كُن مُمتناً لكُل الخيارات الكبيرة والصغيرة التي اتخذتها وحدك، وكل الطرق التي خطوتها بِغيرِ ونيس مُمتناً أنَّكَ تعلّمتَ أخيرًا كيف تستقبل الصدمات وتُقاوم السقوط، وتتوقف عن البكاء، وتستعيد التوازن وحدك بدون أي مساعدة خارجية .

