Leblad البلاد

استُـــشـــهد رجل الظلّ الذي حمل فلسطين في قلبه ثلاثة عقود. العميد سعــيد إيــزادي، المعروف باسم الحــاج رمـضان، سطّر تاريخًا من الدعم العســـكري والسياسي للمقاومة، من مرج الزهور إلى أنفاق غزة. ورد اسمه في عشرات المراسلات التي سرّبها الاحـــتلال مؤخرًا، كمـــهندس لخطوط الســـــلاح والـتمويل، وحلقة الوصل الصلبة بين طهــــران والميدان الفلسطــيني، في الضفـــة وغــــزة. يـــغادر اليوم وقد أدّى أمانته، وترك خلفه إرثًا لا يُنسى في ذاكرة من يقـــــاوم ومن يكتب التاريخ.

في موازاة الضربات العسكرية المتبادلة، تتصاعد جبهة خفية لا تقل ضراوة: إنها الحرب السيبرانية بين إيران والاحتلال، حيث تتحوّل البنى التحتية الرقمية إلى ساحات اشتباك.

نداء عاجل من غزة.. تدخلوا الآن

هذه حيفا المحتـ ـلة كما اشتقنا أن نراها، صواريـ ـخ إيرانية تدك حيفا اليوم، في اليوم الثامن للحرب الدائرة بين إيران والاحتـ ـلال.

قدّم الاحتـ ـلال طلبًا لشركة أبل للحصول على معلومات تعريفية تخص 700 مُعرّف مستخدم، في محاولة لتحديد هوياتهم ومواقعهم لحظة تلقّيهم إشعارات Push من تطبيق معيّن. الطلب شمل بيانات حساسة مثل Apple ID، البريد الإلكتروني، سجلات استخدام iCloud، والموقع الجغرافي، ما قد يسمح ببناء شبكة علاقات بين المستخدمين. الطلب قُدّم في النصف الثاني من عام 2023، ورفضته أبل رسميًا، رغم أنها استجابت لـ7 من 9 طلبات طارئة قدّمها الاحتـ ـلال لاحقًا خلال عام 2024. ووفق تقارير الشفافية، فإن الاحتـ ـلال رفع إجمالي طلباته إلى 282 منذ عام 2014، نصفها تقريبًا تم بعد 7 أكتوبر 2023، في مؤشر على تصعيد غير مسبوق في محاولات الرقابة الرقمية والتعقّب الاستخباري.

لا شيء يمكن أن يشفي غليل الغزي إلا أن يرى عدوّه الذي قتّله وشرده وجوّعه منذ 20 شهرًا، يتألم ويُقتّل ويُشرد ويجوّع، وحتى يُمنع من السفر جفاظًا على حياته، كما مُنع الغزيين المرضى من السفر إلا بدفع تكاليف باهظة تفوق قدرتهم.

مشاهد منوعة اخترناها لكم من الضربات على تل أبيب #البلاد

آلاف الغزيين ارتقوا مرضى وجرحى داخل المستشفيات المدنية، منهم الصحفي حسن اصليّح، الذي استهدفه الاحتـ ـلال، صحفيًّا.. جريحًا في سرير الشفاء.. في مستشفى مدني.. أكثر من 36 مستشفى استهدفها الاحتـ ـلال في غزة منذ 20 شهرًا، فوق رؤوس من فيها، واليوم، ضربة على مستشفى تابع للاحتـ ـلال، مستشفى عسكري، أظهرت إنسانية في قلوب مجرمي الاحتـ ـلال لم نراها بحق الغزيين الذين قتّلهم الاحتـ ـلال وجوّعهم وشرّدهم طيلة العدوان الجاري. منذ متى يميّز هؤلاء بين المدنيين والعسكريين؟

Israel's third-largest hospital, Soroka — targeted by Iran at dawn today — is the main military hospital responsible for receiving wounded soldiers from Gaza. This stands in contrast to the 36 hospitals Israel has bombed in Gaza since October 7, 2023.

ثالث أكبر مستشفى تابع للاحتـ ـلال.. سوروكا الذي قصفته إيران فجر اليوم، وهو المستشفى العسكري الرئيسي المسؤول عن استقبال الجنود الجرحى القادمين من غزة.. ذلك مقابل 36 مستشفى قصفه الاحتـ ـلال في غزة من أن بدأ عدوانه على القطاع.

في أكبر مواجهة مباشرة بين إيـــران والاحتـ ـلال، أقدمت طهران على كسر ما يُسمى بخطوط الردع، وأعادت رسم قواعد الاشتباك بالصواريخ. لم تكن الضربات استعراضية، بل مركّزة ومقصودة، واستهدفت ما يُعرف في العقيدة الأمنية ""ال"إسرائيل"ية"" بـ"العمود الفقري" للمنظومة العســـكرية والاقتصادية والتكنولوجية. من مجمّع الكريــاه في قلب "تل أبيب"، إلى القواعــد الجــوية الاستراتيجية في النقب، مرورًا بالمختبرات النــووية، والمــوانئ، وشبكات الطاقة، امتدت الضربات لتطال المراكز التي كانت تُقدَّم على أنها عصيّة على الاختراق. هذه أبرز 10 منشآت ومواقع استراتيجية أصابتها الصـــواريخ الإيـــرانية، موضحين موقع كل منها، ووظيفته الحيوية، ومدى الأثر الذي خلّفته الضربة في توازن الردع والمعركة المقبلة.

في قطاع غزة، لم يعد الجوع مجرّد نتيجة حرب، بل تحوّل إلى أداة ممنهجة يستخدمها الاحتــلال لإخضاع السكان. في ظل انهيار الاقتصاد وغياب النقد، عاد الناس إلى المقايضة: العدس مقابل السكر، والخواتم مقابل الطحين. ارتفعت الأسعار بنسبة تفوق 500%، وباتت بعض النساء يبعن مجوهراتهن لشراء الطعام. الطحين وصل إلى 1800 شيكل، والسكر إلى 200. في غزة اليوم، تُقاس الحياة بكمية ما تبقى في المخزن أو بما يمكن مبادلته. الجوع هنا ليس عارضًا، بل سياسة مدروسة، وهندسة للسعرات، تتحكّم في البقاء… دون أن تمنح الكرامة أو الأمل

هكذا تستيظ تل أبيب منذ خمسة أيام.. دمار كبير وقتلي وتشريد في الملاجئ ومحطات الحافلات وغيرها.. هذا ما يبرد قليلًا من النار المشتعلة في صدور الغزيين منذ 20 شهرًا، أن يذوق المستوطنون من الحرب التي أكلت بيوتهم وأبناءهم وأرواحهم الكثير.

قال مسؤول أميركي، اليوم الأربعاء، إن الاحتـ. ـلال يواجه نقصًا في صواريخ Arrow (حياس) الاعتراضية الدفاعية، ما يثير مخاوف لدى مسؤوليه بشأن قدرتها على التصدي للضربات الإيرانية بعيدة المدى، حال استمرار النزاع دون تسوية قريبة، حسبما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال".

هكذا يُلخّص حال الغزي.. الاحتـ ـلال يغلق المعابر ويمنع إدخال المساعدات منذ ما يزيد عن ثلاثة أشهر، والغزيون يكابدون في الحياة بلا غذاء ولا دواء ولا شربة ماء نظيفة.. ومؤخرا بلا اتصالات أو إنترنت. مراكز المساعدات الأمريكية التي يستعرض بها الاحتـ ـلال مع صديقته أمريكا باتت مصائد موت تفتح أبوابها أمام الغزيي، ولا يجد الغزي المجوّع إلا أن يذهب إليها أملًا أن يعود لأطفاله المجوّعين كذلك حاملًا كيس طحين يسد به رمق حوعهم. ولأن المأساة الغزي ممتدة لا نهاية لها مع هذا العدوان الممتد.. بات المأوى معضلة كبرى إلى جانب التجويع، يهربون من حي إلى آخر، ومن منطقة إلى أخرى، حتى وصل الحال بكثير منهم إلى رفض النزوح من المكان الموجودين فيه.. فالموت يطاردنا مرارًا وتكرارًا.

حسب تقرير نشرته صحيفة هآرتس، تحوّلت المرافئ التابعة للاحتـ ـلال إلى نقاط مغادرة لرحلات بحرية خاصة تقل أفرادًا وعائلات إلى قبرص، في ظل تصاعد القلق من تدهور الأوضاع الأمنية الراهنة، ولسان حال الفلسطيني المشاهد: عودوا أيها الجرذان للسفن التي جاءت بكم…

أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة، أن 338 فلسطيني استشهدوا وأصيب 2831، بينما لا يزال 9 في عداد المفقودين، منذ 27 مايو الماضي، خلال محاولتهم الوصول إلى مراكز توزيع الغذاء المعروفة بـ"الآلية الأميركية-الإسرائيلية". وأضاف أن هذه المراكز الأميركية الإسرائيلية "مصائد موت" تستدرج المجوّعين نحو الاستهداف المباشر، مشيرا إلى أن الاعتداءات وقعت في رفح جنوبا ووادي غزة في الوسط.

في شرق ليبيا ومصر.. دعا القائمون على المسيرة العالمية وقافلة الصمود المتجهة إلى غزة غزة المشاركين فيها التراجع عن إكمال السير بسبب التضييق المستمر عليهم ومنعهم من إكمال طريقهم نحو غزة إلى جانب اعتقال عدد منهم وتنكيل بهم.. فهل تتوقف المسيرة بالكامل؟

هذا صباح مُنتظر.. أن يذوق مستوطنو الاحتـ ـلال قليلًا مموإيلات الغزي طيلة 20 شهر مضى؟ هذا نبأ انتظرناه طويلًا.. فتحقق.. عشرات القتلى ومئات الجرحى في تل أبيب وإيلات في 4 أيام بردت شرارة من النار الكبرى الموقدة في صدره منذ أشهر… هذا ما استيقظ عليه مستوطنو تل أبيب، الذين تجبروا وتكبروا حتى جاءتهم النار في ملاجئهم.

هكذا تحلو اللوحة، تزينت ريشة هذه اللوحات بصواريخ قصفت تل أبيب وإيلات ودمرتها.. قضّت مضجع المستوطنين في ملاجئهم.