مكتبتي ℡ | 📚

‏"مُمتنّة للهِ الذي لولاهُ ما سار بي ركب ولا امتدّ طريق، ولا استحالت عَتماتُ عمري سَنا، ما من مِعراج تسنّمتُه ولا أملٍ بلغتُه إلّا بجوده ولطفه ومنِّه ورحماته." 💙🌸 صباح الخير ✨❤️

لا حياة لمن يظلُ واقفاً على الضفاف ، خائفاً من الأمواج والأعاصير ، الحياةُ لمن يتحرك ، يُقدم ، يُقبل ، يخوض ، يتعثر ، ينهض ، يصبر ، حتى يظفرَ أخيراً . - أروى

محاطون بالنعم ❤️ الحمدلله حمداً كثيراً طيباً ☁️..

‏السلام عليكَ يوم خُيِّرتَ بين الخُلد في الدنيا ولقيا ربك، فاخترتَ قائلاً: بل الرّفيق الأعلى! السّلام عليكَ حيًّا فينا لا تموتُ أبداً، نُحبّكَ، ونحبُّ من يُحبّك، والموعد الحوض كما أخبرتنا، وإنّا لنُصدّقكَ! ﷺ 💙

قال تعالى: (أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ ) "ِمَسَاكِينَ" لم يلقِ لهم أحد بالا لكن الله تعالى حفظ لهم حقهم وذكرهم من فوق سبع سماوات !. شعور عظيم أن تعلم أنك لا تغيب عن ملاحظته وعنايته سبحانه مهما كان ضعفك في الدنيا مع الله لن تضيع🌸💛. #أنوار_الكهف

⚠️كل اللي فاتحين التيليغرام هلأ محظوظين دقائق و نحذف الرابط ⏳ انضموا بسرعة فهي فرصة للاشتراك👇💓 🤍https://t.me/addlist/A5LUHMIkx3xjNjZk 🤍https://t.me/addlist/A5LUHMIkx3xjNjZk

في الجنوب قبل الانفصال… مستشفى بور، قسم أطفال جوبا، أربع مراكز. في دارفور… مستشفى الأطفال في زالنجي. في الشمال… مستشفى الدامر وأربع مراكز. وفي الخرطوم… تجهيز 60 مركزاً صحياً. الرحيل… ووقفة الوداع الأخيرة (6 مارس 2025) توفي البروفيسور جعفر في أبوظبي، وعاد إلى الوطن الذي أحبّه. شيّعه السودانيون جميعاً: مسؤولين، زملاء، طلاباً، وأمهاتٍ عرفن فيه الحكمة والطمأنينة. لم يمت جعفر ابنعوف في الحقيقة… فقد ترك مستشفى يحمل اسمه، ومنهجاً يحمل بصمته، وتلاميذ يحملون علمه، وأطفالاً كُثر يحملون الشفاء الذي ساهم فيه..💔❤️ #قصص_مؤثرين_حقيقية. @Gidolibrary.

#حكايات_مكتبتي

حكاية33

من بين صفحات التاريخ الصحي في السودان، تبرز سيرة البروفيسور جعفر ابنعوف سليمان كواحدة من تلك السير التي لا تُروى من باب الفخر المهني وحده، بل تُسرد بوصفها حجر أساس نهضت عليه مؤسسة كاملة، ومشوار تنامى حتى صار إرثاً قومياً. وبرحيله في السادس من مارس عام 2025 بأبوظبي، طويت صفحة رجل يمثل آخر أعمدة جيلٍ يُسمّى بحق “جيل المؤسسين”، أولئك الذين بنوا التخصصات من الصفر، ورسموا للطب السوداني طريقه في عصر الحداثة والبناء العلمي. البدايات… أصلٌ مترف ووجهةٌ نحو البسطاء (1942 – 1967) وُلد جعفر ابنعوف عام 1942م في قلب الخرطوم، في بيئة اجتماعية ميسورة، أشهر شواهدها “عمارة ابنعوف سليمان” ذات الطابقين في السوق العربي. غير أن هذا الثراء لم يكن حاجزاً بينه وبين الناس، بل كان رصيداً يسنده في مشاريعه. وتلك حادثة الكراسي الشهيرة في إحدى الفعاليات بالمستشفى، حين استعان بكراسي “قهوة الزيبق” ودفع التأمين من ماله الخاص، مشيراً لعمارة والده بوصفها “ضماناً”. من خلال هذه التفاصيل الصغيرة، تبرز صورة شخصيةٍ ترى المكانة تكليفاً لا ترفاً. في دروب العلم، تلقّى تعليمه الطبي بجامعة الخرطوم، تلك التي وُصفت بأنها درة التاج لأفريقيا. تخرّج عام 1967، ثم حمل شغفه وسافر إلى المملكة المتحدة، ليبدأ رحلة صقل معرفي صارم. رحلة التخصص… بناء الدكتور قبل بناء المستشفى (1967 – 1973) في بريطانيا نال: دبلوم صحة الطفل DCH (1970) عضوية الكلية الملكية MRCP (1973) ثم واصل مسيرته حتى نال زمالات FRCP وFRCPCH، قبل أن يعود إلى السودان حاملاً المعرفة ومسلحاً بها، ليبدأ مشروعا أكبر من شخصه. وعن طريق البحث، نال درجة الدكتوراه MD من جامعة الخرطوم، إشارة مبكرة لفلسفته: “المعرفة لا تُستورد كاملة، بل تُخْلَق محلياً”. الملحمة الكبرى: تأسيس مستشفى جعفر ابنعوف (1977 – 2025) كانت سنوات السبعينيات تشهد تشرذماً في خدمات الأطفال، متناثرة بين الباطنية والطوارئ. رأى جعفر أن السودان يحتاج إلى كيان موحّد، له قسم طوارئه، تعليمه، تدريبه، ومناهجه. 1977… حين بدأ البناء بالحجر وباليد وُلد “مستشفى طوارئ الأطفال ـ CEH”. لم يكن المستشفى منشأة حكومية عادية؛ كان مشروع قائدٍ يقف على السقالات، يحمل مواد البناء، يشارك العمال، ويرسم مستقبل تخصص كامل. جاء الدعم من: منظمة الصحة العالمية واليونيسيف ،الأميرة آن ، الشيخة فاطمة بنت محمد القاسمي (نظام التبريد) ،متبرعين سعوديين ،رجل الأعمال صلاح إدريس ،الألمان (أجهزة Siemens والحاضنات والأدوية) 2002… الاسم الجديد والاعتراف الرسمي بقرار رئاسي، أصبح الاسم مستشفى د. جعفر ابنعوف التخصصي للأطفال، ونال وسام الإنجاز من رئاسة الجمهورية. وبمرور السنين، تمدّد المستشفى حتى صار مرجعاً قومياً يضم: 16 عنبراً تخصصياً أقسام عناية مكثفة NICU وPICU 186 سريراً وحدات التغذية والعلاج والإحصاء والأشعة والمختبرات. الريادة العلمية… حين يسبق بلدٌ قارة بأكملها من إنجازاته الكبرى: 1973… اكتشاف مرض السيلياك في السودان كان ذلك نقلة علمية صادمة للمفاهيم السائدة؛ فقد أثبت وجود المرض في أفريقيا، قبل أن تتعرف عليه دول كبرى بسنوات طويلة. بهذا الإنجاز، تحوّل آلاف الأطفال من التشخيص الخاطئ إلى العلاج الصحيح عبر حمية خالية من الغلوتين. الأوبئة الجزيئية… تتبع السلالات قبل عصر الجينات قاد دراسة علمية في أواخر الثمانينيات تتبعت سلالة وباء النيسرية السحائية، باستخدام منهج “علم الأوبئة الجزيئي” في وقت كانت المنطقة بعيدة عن هذه التقنيات. مؤلفات وبحوث كتب 8 مؤلفات مرجعية، ونشر عشرات البحوث، وأسّس شراكات علمية مع جامعات ومراكز كبرى في فرنسا والسويد وألمانيا وبريطانيا. القيادة… حين يتقدم الطبيب على المؤسسة تولى رئاسة الجمعية السودانية لطب الأطفال، ورئاسة قسم الأطفال بالمجلس الطبي، ورئاسة البورد العربي لسنوات، وأسّس لاختبارات سريرية صارت مرجعاً في المنطقة. في أبريل 1991، نُظم أول امتحان سريري للبورد العربي في سوبا، وكان الطلاب السودانيون الأعلى أداءً. الطبيب الإنسان… لغة بسيطة ورسالة سماوية كان جعفر يخاطب الأمهات بلغة الواقع، لا بمصطلحات المراجع. كان يقول إن علاج سوء التغذية موجود في “ملاح النعيمية”، وإن الرضاعة الطبيعية “أعظم جهاز للتغذية”. أنشأ وحدة خاصة لتثقيف الأمهات، وكان أباً روحياً لأطفال المايقوما ودور الإيواء. سودان الأطراف… حين يصبح الطبيب دولةً تمشي على قدمين في الشرق… برامج صحية متكاملة.

ألبوم: #حكايات_مكتبتي "قصص مؤثرين حقيقية"❤️🔥

أهم تعليق بعد سنوات: "بسبببك اقتنعت إنه ما ضروري أشارك صوري وحياتي عشان أصنع محتوى!" - مشكلة العالم الحالية، إنو كل يوم في حاجة بتجبرك تكوني ضمن قالب معين، ونحنا كنساء، بندرك الحاجة دي بشكل يومي، بقى المحتوى المرئي أهم من الكلمة، واللايف حاجة عادية، والصور أقل من العادي زاته، وأفكار غربية كتيرة دخلت في مجتمعاتنا العربية.. وزي ما بقول دايمًا، كل شي ببدأ من نفسك، المكتفية بنفسها، الواثقة بيها، اللي تنظر لذاتها بايجابية وجمال، وإنها جميلة وناجحة ورائعة ومبدعة، هي اللي بتكتفي بصديقاتها المقربات وأخواتها ودائرتها القريبة شديد، ما بتبحث أبدًا عن الإطراء في شكلها، أو مظهرها أو لبستها أو أسلوبها خارج إطار بيتها وحدودها الصغيرة! المحتوى الحلو ما لازم صورة، والأثر الطيب ما لازم فيه ظهورك، الكلمة قادرة تقول عنك الكثير والكثير.. ما تغرك صفحات البنات على انستا أو الفيس، ولا اللايفات وغيره، وزي ما قلت في بوست قبل كده، دا كله وقت، وغيرهم قدروا يستثمروا الوقت دا في أهداف وغايات عالية، اشتغلوا على نفسهم من كل النواحي، وغيروا حياتهم دنيويًا وأخرويًا.. لمن ما نقدر وقتنا، ح نلقى إننا ندمانين شديد، في كل دقيقة ضاعت ما استثمرناها في نفسنا، في آخرتنا، وكل لحظة بتقربك من الدنيا شديد، بتبعدك من الآخرة أكتر. -الواعية، الساعية في رضا الله، بترى دايمًا ما يرضيه وتفعله أو تتجنبه، تُدرك حدود زينتها، تعلم دورها كبنت مسلمة وإبنة بارة، وأخت طيبة وزوجة وأم فاهمة، تحافظ على نفسها، وتعرف إنو عمرها أقصر من أن تقضيه نادمة على كل لحظة في غير محلها، تتمنى رصيدًا وافرًا كافيًا يدخلها برحمته الجنة، تخاف أن يميل طريقها، فتستعين بالله أن يعنيها على جهاد نفسها، وشيطانها، وفتن الدنيا من حولها.♥️ - أختم بنص جميل جميل جدًا تقول فيه صاحبته: "إنتِ كبنت، مع الوقت هتعرفي إن في compliments كتير أحلى من "إنتِ حلوة!" إن حد يقولك إنه معجب بدماغك ،أو حد يقولك إن طريقة تفكيرك مختلفة و مميزة، أو إن حد يُعجب بالطريقة اللي بترسمي بيها مستقبلك.. إن حد يقولك إن روحك حلوة وإنك بتدخلي البهجة في المكان اللي إنت فيه، أو إن حد يقولك إنه بيحب طريقتك لما تتعاملي مع المشاكل بهدوء وحذر من غير انفعالات. أو إن حد يقولك إنك leader قوي وإن هيكون لك مستقبل بسبب كده! أو إن حد يقولك "ياااه ، بقالي كتير مشوفتش بنات بتفكر كده." او إن حد يقولك إنك مثله/ها الأعلى في الحياة أو إن طفل أو حد أصغر منك ييجي يقولك أنا نفسي أبقى زيك في يوم من الأيام. كل الحاجات دي في نظري، أحلى بكتير من كلمة "إنتِ حلوة"، عشان حلاوة الملامح مش هتغير طباعك، لكن حلاوة الجوهر هتطبع عـملامحك لا محالة.♥️ #زكية_عاطف

‏«فلتكن المساهلةُ في أخلاقِك أغلبَ عليك من المعاسرة، والحلمُ أولى بك من من العجلة، والصبرُ الحاكمَ عليك دون الجزع، والعفو أسبقَ إليك من المجازاة بالذنوب، والمكافأةِ بالسوء. وكذلك سائر الأخلاقِ المحمودة والمذمومة، فلتكن محموداتُها غالبةً على أفعالك، محكمةً في أمورك» 💌📎 - رسائل الجاحظ.

‏"ثم يُقال : يا مُحمَّد : ارفعْ رأسكَ، وسَلْ تُعطَ، واشفعْ تُشَفّع فأرفع رأسي فأقول : أمّتي يا ربي، أمّتي " صَلُّوا عليه ﷺ 💗

➡️

- لـ كاتبة وروائية من فلسطين الحبيبة 💕🎀 https://t.me/lSou_l

«يخبرني ضميري أن مسيرتي في مهنة الأدب لم تبدأ بعد حتى. تضج في رأسي حبكات خمس روايات قصيرة وروايتين طويلتين. وُلِدت إحدى الروايتين منذ زمن بعيد إلى درجة أن عدة شخصيات قد كبرت في السن ولم تعد تنتمي إلى العصر حتى قبل أن تُتاح لها فرصة اتخاذ شكلها على الورق. في رأسي، جيش كامل من الناس يتوسلون للخروج ولا ينتظرون سوى إشارتي. كل ما كتبته حتى هذه اللحظة هُراء بالمقارنة مع ما كنت أود كتابته» يضم الكتاب نصائح وقبسات من صميم رسائل وأعمال الأديب الروسي أنطون تشيخوف 📚. ــــــــــــــــــــــــــــــــ مكتبتي℡ 💛✨ ــــــــــــــــــــــــــــــــ

كن سعيدات بتعبكن، بنشاطكن، بدراستكن، وحتى وان أخفقتنَّ ظلن سعيدات، فمصيبة الانسان الكبرى هي حين يخسر سعادته! ادرسن بحب، تشاركن الكتب والمراجعة فهذا سيمنحكن ذكريات جميلة لا تنسى، وان تفوقت إحداكن على الأخرى، تمنوا لها السعادة، فقط السعادة، تماما كما تتمنونها لأنفسكن. كانت هذه آخر كلمات أجبتهن بها، وبعد مغادرتهن تنهدت في حسرة فهبطت دمعتان على خدي، لا أعلم لما، ربما دموع تلك الليلة لازالت لم تنفد بعد، ففي كل مرة تذكرتها فيها أجد نفسي أبكي بحرقة، تماما كما أفعل في هذه اللحظة. صحيح أني لم أخبرهن الحقيقة، وأخفيت عنهن السر الدفين، لكن ما أجبتهن به كان الأنسب، فالأحزان التي عشناها لوحدنا لن نشارك بها أحدا غيرنا، بل ستظل فقط لنا إلى يوم رحيلنا، أما الآخرون، فسنوزع عليهم سعادتنا المزيفة، وهذا حتى نظل قدوة طيبة لغيرنا، فينجحوا مثلنا أو ربما أكثر منا، فألاَّ نحظى نحن بالسعادة كما تمنيناها، لا ينبغي لنا في أي حال من الأحوال حرمان غيرنا منها ♡. - سميحة بولبروات. #حكايات_مكتبتي .

حكاية 32

تحكي🌸: كنت جالسة في مكتبي، فدخلت علي ثلاث طالبات، من ابتسامتهن وخجلهن أدركت أن خلفهن طلبا ما، فبادلتهن البسمة وقلت لهن تفضلن. لم يتكلمن كثيرا كما توقعت، اكتفين بطلب واحد، ان أسرد عليهن مسيرة نجاحي، تنظيم الوقت، أسلوب المراجعة، المراجع القيمة، فقد كنت الأولى في دفعتي أيام دراستي، يبدو أني لهن قدوة، فهن يدرسن تخصصي نفسه. نظرت نحوهن بشفاه صامتة، وعيون تملؤها بالكلمات، كلمات لم يسمعها أحد من قبل، فعُدت بذاكرتي إلى سنوات دراستي الأولى، حين كنت أعتبر المدرسة بيتا، والبيت شارعا، وهذا بسبب شجارات والديَّ التي لا تنتهي، فكنت أتثاقل بخطاي في كل عودة، وكأني لا أريد ان أصل، وكثيرا ما تأخرت في الوصول، لم ينتبها لي، لم يشعرا باختلاف الوقت، وان شعرا وبخاني على ذاك بشدة، لماذا تتأخرين، فكانت كلماتهما سؤالا، وأسلوبهما جوابا! قطة الشارع التي كنت أصادفها في كل عودة، كانت سبب تأخري الدائم، فقد كانت تستقبلني بحنان ورقَّة، معها كنت أقضي أجمل لحظاتي وأدفأها، لم تسمح لي والدتي بتربيتها، ولا باللعب معها، لكني فعلتها خلسة، حتى عندما طلبت منا المعلمة رسم شيء نحبه، اخترتها هي، رغم أن أغلبهم رسم بيتا، وشجرة، وشمسا دافئة، لكني الوحيدة التي لم تفعلها! لازلت أذكر ذلك اليوم، تلك اللحظة التي عبرت فيها الشارع وهي تركض نحوي بكامل سرعتها ولهفتها، فصدمتها سيارة مسرعة فقتلتها. كنت صغيرة ولم أعي حقيقة الموت، لكني شعرت بحزن شديد، لم أحدث والدتي عنها، لم أخبرها، كانت لتوبخني، ولم أكن قادرة على تحمل ذلك، فحزن قلبي يكفيني، فنمت باكرا تلك الليلة، ربما حسبتني مريضة، متعبة، أما الحزن فلم يخطر ببالها البتة. فاستفقت ليلا على صوت موائها من النافذة، ركضت مسرعة نحوها، كانت مقفلة، الدنيا ظلام، الناس نيام، فبقيت أنادي عليها بصوت خافت حتى لا تستفيق والدتي، وشيئا فشيئا تلاشى صوتها، فبقيت أنادي عليها باكية، حينها استفقت من نومي، فأدركت انه كان فقط حلما، لكن الدموع التي بللت خدي كانت حقيقة، فباشرت البكاء بصوت خافت، بكيت تحت غطائي خلسة، لا أعلم لما، هل لفراقها غير المتوقع، أم لعجزي الشديد على الوصول إليها، إلى أقرب روح إلى قلبي وأحنها. ومرت الأيام سريعا، فكنت كلما مررت بمكان لقائنا اتألم، كلما لمحت مكان دهسها أهرب سريعا منه، وهكذا مضى الوقت حزينا ومعه الامتحانات المدرسية، فكان الاخفاق فيها مصيري، فنلت نصيبي من التوبيخ، الضرب، العتاب، وحتى التهديد، فقال لي والدي: "ان لم تنجحي في الامتحان القادم ستغادرين المدرسة وتلازمين البيت!"، هكذا قالها هو بينما سمعتها انا:" ان لم تنجحي في الامتحان القادم ستعيشين مع هذه المشاكل طيلة اليوم لآخر يوم من حياتك! " فقد كانت شجارتهما كثيرة، لا تلبث ان تتوقف، وسرعان ما تعود لحدَّتها، فكنت كلما غضب والدي أتوسل والدتي حتى تسكت لكنها أبت ان تفعل، وكنت كلما غضبت والدتي توسلت والدي حتى يهدأ إلا أنه هو الآخر أبى ان يفعل، لا أعلم لما كانا يفعلان ذلك، لكن ما أعلمه أنهما ظلا يفعلانه دوما رغم توسلاتي كلها. فكان تهديد والدي هو السبب المباشر لعودة وعيي لي، فقررت الدراسة بجد، ليس حبا فيها، ولا نفورا من أعمال البيت وشقائها، بل هروبا فقط من أصوات الصراخ والتكسير، والتي لم أعد أقوى على سماعها. فكان التفوق حليفي في الامتحان الذي يليه بدرجة مدهشة، فابتسم والدي مفاخرا وقال: أرأيت كم الضرب والعقاب مفيدان للنجاح، لو لم أعاقبك بشدة لما نجحت! " كلامه كان صحيحا، وحجته مقنعة، لكن حقيقته كانت كاذبة، فأنا رغم تفوقي لم أكن سعيدة، كنت فقط مرتاحة، فدرست لأرتاح لا لأفرح كما يبدو للكل، فحافظت بنجاحاتي ولأطول وقت ممكن على ملاذي، ذاك الذي لا اسمع فيه لا صراخا ولا تكسيرا، لا تهديدا ولا بكاء، وحين سمعت إحداهن تخبر ابنتها أنها تدعو الله لتكون مثلي، شعرت بالحزن، وقلت يارب امنحها فقط نجاحاتي، اما حياتي فلا اتمناها لأحد حتى لنفسي. وهكذا مضت حياتي مع صراعاتهما الكثيرة، فكنت كلما تذكرت ذاك التهديد عزمت على الدراسة أكثر ولو كنت متعبة، مريضة، منهارة، المهم أن أنجح فأنجو بنفسي من حرب لا يد لي فيها ولا غنيمة. وعندما كبرت وفهمت أمورا عدة، لم يغير ذلك شيئا بالنسبة لي، فلم يُعد لي ذلك فرح طفولتي، ولا قطتي، لم يواسيني حتى في تلك الليلة التي نمتها وحدي باكية. وهكذا دون ان اشعر غدوت الأولى على دفعتي، تفوقت على الكل دراسة وعلما، أما السعادة فتجاوزني الجميع بأميال عدة. فنظرت نحو الطالبات الثلاث وسألتهن: _هل تردن النجاح أم السعادة؟ ابتسمن وقلن: كليهما! _ وهل تحبن الدراسة؟ _ نعم _ هذا هو جوابي لكن، ليس مهما ان تنجحن بقدر ما هو مهم ان تكنَّ سعيدات بهذا النجاح، نحن نتعلم ونعمل ونتعب لننال السعادة، فإن لم ننل سعادتنا، ماذا نفعل بنجاح مزيف!

😂😂صعب نفارق أي كتاب بعد الاقتراب من النهاية..