مشاعر .
Kanalga Telegram’da o‘tish
2025 yil raqamlarda

90 780
Obunachilar
-13024 soatlar
-2417 kunlar
+2 23630 kunlar
Postlar arxiv
أُريد أن أُحدث غريباً لم تُنهكه معرفتي، شخصاً لم يُشاهد تاريخي يحدث أمام عينيه، لم نكبر معاً ولم يكن له نصيب في قصصي وصراعاتي، أُريد أن أُحدث شخصاً لا يعرف على ماذا انتصرت ولا ماذا خسرت، ولا يفق شيئاً عن خيباتي، شخصاً لم يرني أبكي، ولم يُجرب البهجة التي تثيرها ضحكتي العالية، ولم تروعه حدة غضبي، شخصاً لا يعرف شيئاً عن ملايين الوجوه التي رأيتها على مدى السنين، ولا عن مئات الأشخاص الذين صافحتهم، أو العشرات الذين أعرتهم عناقاً أو تربيتةً على الكتف, ولا يُعرف بالضرورة عن القلّة القليلة التي أدين لها بإطمئناني، أو الوجه الوحيد الذي يرتبك له قلبي، شخصاً ليس مدفوعاً إليّ بعاطفة عظيمة أو حنين عقيم، شخصاً لا يستفزه أي شيء في وجودي ولا يهمه كل هذا، أُريد شخصاً يُبادلني الحديث للمرة الأولى، وأخبره كل شيء للمرة الأولى، لينظر إليّ للمرة الأولى، ليصفق لي أو ليشتمني دفعةً واحدة، ليخبرني أن هذه الحياة الشاسعة التي أضعها في حقيبة صغيرة جداً تساوي الكثير، شخصاً لا يُخيفني امتعاضه ولا يهزني جحوده، ولا أُصاب بفزع تبادل التحية معه إذا التقيت به بعد ذلك عرضاً في شارع مزدحم، أُريد شخصاً واحداً ولمرةٍ واحدة يمكنه أن يعطيني رأياً صائباً وحيادياً في كل هذا الذي حدث، رأياً مُنزّهاً تماماً عن إجحاف الأعداء أو تحيّز الأصدقاء .
Repost from TgId: 1346065470
لاتنسوا قراءة سورة الكهف فإنها نورٌ ما بين الجمعتين .
بعض الأشخاص، على أيّ حال، يفضلون أن يعيشوا وحدهم، يجدون الرفقة في أكواب القهوة، في هواتفهم، في مُطالعة كتابٍ ما، أو في الصمت، ولا يحتاجون إلى أي شيء آخر في الحقيقة .
المُزعج في اليأس أنهُ بديهي وموثّق وذو أسباب وجيهة، والآن أمعنوا النظر في الأمل، تأمَلُوا سَخاءَهُ في الغش، رُسُوخَهُ في التدجيل رفضه للأحداث، إنّه تيّه وخيال، وفي هذا التيّه تكمن الحياة، ومن هذا الخيال تتغذى .
الأشخاص الخياليون شاردون دائماً، يسبحون في عالمهم الخاص، وقصصهم الخاصه، وأحلامهم التي لا يُشاركهم فيها أحد ! ستجدهم دائماً يهيمون برؤوسهم مستمعين لأغنية وهمية، أو يُحدقون في السماء لساعاتٍ دون انتباه، ولا يمانعون في البقاء وحدهم لأن هذا يُحرر أفكارهم أكثر .
أحس بتعب عميق يشلّ أطرافي وفكري ..
لا يُشبه تعب المرض ولا تعب من قام بمجهودٍ جسماني، أود لو أكون وحيداً في هذا العالم حتى لا أضطر للتواصل وتبرير تصرفاتي، إذ لا قدرة لي على التبرير أبداً، أود لو أنزوي في ركن قصي مُظلم لو أمكن، لأستمع إلى صمت الكون وأنين أعضائي، تؤلمني أعضائي، تتنكر لي، لا أستطيع التحكم فيها كما لو أنها كانت لغيري، أحياناً أتصبب عرقاً، وأحياناً أُخرى تُسرع دقات قلبي دون مبرر، حتى عيناي تدمعان دون سبب، و كل تفكير في الغد يُضاعف إرهاقي .
أتساءل أحياناً : لماذا لا يُوجد شيء حقيقي مئة بالمئة في هذا الكون؟ لماذا كل شيء يحتمل فكرة نقيضه أو أن يكون معاكساً لما نظنه؟ هذا يبدو واضحاً لي الآن وأنا أتحسّس بقايا أساسات الجدران في ذاكرتي، وألمس على نحو جلّي مدى قدرة الإنسان على بناء السدود في رأسه ليحجب فكرةً ما - كالشمس مثلاً - عن الرؤية، هذا ما جعلني أفقد ثقتي بعقلي، الذي بدوره فقد ثقته بحواسي، التي بدأت تشك بحقيقة العالم الذي لا نرى منه إلا ما نُريد أن نرى، ولا نشعر منه إلا بما نريد أن نشعر، بحيث يكون لكل منّا عالمه الخاص المختلف، بكل شيء فيه، عن عالم الآخر .
أتمنى الجميع يشارك، حاب أشوف ابداعاتكم ومدى عمق الوصف والتعبير لديكم ❤️.
