روائع الشعر العربي

وَمَاذَا الَّذِي تُجْدِي عَلَيَّ فَضَائِلِي إِذَا كُنَّ فِي عَيْنِ الْعَدُوِّ مَسَاوِيَا فَلا اخْضَرَّ سَاقُ الْبَقْلِ إِنْ بِتُّ طَاوِيَاً وَلا انْهَلَّ مَاءُ الْمُزْنِ إِنْ مِتُّ صَادِيَـــا محمود سامي البارودي

لَم يَترُكِ الدَهرُ مِن قَلبي وَلا كَبِدي شَيءً تُتَيِّمُهُ عَينٌ وَلا جيدُ يا ساقِيَيَّ أَخَمرٌ في كُؤوسِكُما أَم في كُؤوسِكُما هَمٌّ وَتَسهيـــدُ أبو الطيب المتنبي

ولا تَشِمَنْ ما عِشَتَ برقًا لعَارِضٍ فما  كلُّ  برق  لاحَ ذُو هَمَـــلانِ عزت المخلافي

ويُعْجِبُني فقري إليك ولم يكن ليُعْجِبُنِي لولا محبّتُكَ الفقـــرُ

علوم العربية علوم تُعرف بها أحوال الكلمة: فأحوال بِنيتها تصريف، وأحوال آخرها نحو، وأحوال معناها لغة، وأحوال نطقها أصوات، وأحوال تركيبها معانٍ، وأحوال وضوحها بيان، وأحوال تحسينها بديع، وأحوال نَظمها عَروض وقافية، وأحوال نَسْجها قَرْض، وأحوال أنسابها اشتقاق، وأحوال تآلُفها إنشاء، وأحوال رسمها خط. والعالم بالعربية هو العالم بتلك الأحـــوال. د. حسن العثمان

أسئلة الشعراء: س: سلام سيد عبد العزيز لو تكرمت إذا بإمكانك أريد نقدًا منصفًا لهذا البيت إذا كان فيه جماليات أو ضد ذلك من فضلك: ولولا تَضاريسُ الحَياةِ وشَوكُها ... لَمَا اضْطُرَّ حُرٌّ في الأنامِ إلى نَعْـــلِ ج: أراه بيتًا جميلا، من عيون الشعر، فيه رمزية عالية فالصعاب والملمات والأزمات رمز لها الشاعر بالتضاريس والشوك، أما الصبر والوقاية وأخذ الحيطة والذكاء والدهاء رمز لها بالنعل، ففي البيت فلسفة عالية، ومفتاح هذا التحليل في كلمة (حر) فالحر الأبي يختار من وسائل الوقاية ما يقيه حبائل اللئام وفخاخهم، وانتقاصات الحمقى، وأفعال السفهاء. وهو من باب (صنت نفسي عما يدنس نفسي .. وترفعت عن جدا كل جبس) بل ربما كان أعلى صياغة وأغزر معنى وأعمق فنًا، ولا أتكلم عن سينية البحتري ككل، فهي منحوتة بديعة من عالم الجمال الفريد، بل أتكلم عن هذا البيت. فالبيت يفيض بالقيم الفنية التي تحتاج تحليلات واسعة، ولضيق الوقت نختار كلمة (نعل) التي ترمز لشموخ القائل وحقارة بني الدنيا من أهل الإيذاء والانحطاط، فقد جعلهم في موطئ النعل، وجعل بينه وبينهم حائلًا حتى لا يتأثر بطينتهم البشرية، وجعل للنعل قيمة أعلى منهم على وضاعته في ذاته، وجعل انتسابه إليه ذا قيمة، لأنه حالة رمزية لما في النفس من سبل الوقاية، كما أن فيه تعريضًا بإمكان تأديبهم به. وزاد من قيمة ترفعه الاضطرار (لما اضطر حر) فهو مضطر أن يعامل السفهاء والسوقة بهذا الأسلوب، وهو يترفع عنهم وعن أساليبهم الدنيئة ولكنه مضطر. وهذا ترفع آخر لذاته، وانحطاط آخر لهم. وقد أوحى بزحام هؤلاء وتكاثرهم في هذه الأيام الخداعات التي تأتي في آخر الزمان بكلمة الأنام (لما اضطر حر في الأنام إلى نعل) ناهيك عن ترفع آخر وانحطاط آخر، فكلاهما (هو والسفهاء) ينتميان إلى الأنام، غير أنه رفع نفسه والآخر وضعها. والترفع الثالث في (ولولا)... والتنوع ما بين (تضاريس الحياة وشوكها) يدل على كثرة الصعاب وألوانها المختلفة، وكثرة السخافات والملمات والحماقات. وهنا ترفع رابع، فالتضاريس تقابله، ولكنه يعلوها ويرتفع ويترفع عليها، وهو يهبط إلى الشوك ويطؤه كذلك. وعبر عن فلسفة الحياة بهذا التركيب (ولولا تضاريس الحياة وشوكها) فالبيت فلسفة عالية في تراكيب فنية رمزية بديعة، لاقى صدى كبيرًا في نفسي، كما لو كنت قائلـــه. السيد العيسوي

أسطورةُ السِلْمِ.. ما زلنا نعاقرُها يا مَنْ يصدّق ذئبًا صادقَ الحَمَلا! حمامةُ السِلمِ.. حُلمي أن أقطعها وأن أعود بصقرٍ يقنصُ الوَجَلا "شارونُ" نحن صنعناهُ بخشْـيـَتـِنا كم خشيةٍ صنعتْ من فأرةٍ جَبَلا تعملقَ القِزْمُ .. لمّا قُزّمت قِمَمٌ واستُنْسِختْ نملةٌ في ذُعرنا جَمَلا هاتِ الفؤادَ الذي ثارَ اليقينُ بهِ واقذفْ بيَ النصرَ.. أو فاقذف بيَ الأجَـــلا غازي القصيبي

لا تعجبي من دماءِ القلبِ نازفةً واستغربي إن رأيتِ القلبَ مُندمِلا يا أمُّ! جرحُ الهوى يحلو إذا ذكرتْ روحي مرارةَ شَعبٍ يرضَعُ الأَسَلا يفدي الصغارُ بنهرِ الدمِّ مَقدسنا مالي أقلّبُ طرفي.. لا أرى رجلا؟! أرى الجماهيرَ.. لكن لا أرى الدُوَلا أرى البطولة.. لكن لا أرى البطلا لا تَذكري لي صلاحَ الدين لو رجعتْ أيَّامُه.. لارتمى في قبرهِ خجَلا أين الكرامةُ.. هل ماتتْ بغُصّتِها؟ أين الإباءُ.. أملَّ الجُبْنَ.. فارتحلا؟ عجبتُ من أمّةِ القرآنِ.. كيفَ غَدَتْ ضجيعةَ الذُلِّ.. لا ترضى به بـــدَلا غازي القصيبي

نزارُ! أزفُّ إليك الخَبَرْ! يموتُ الصغارُ...ومَا منْ أحدْ تُهدُّ الديارُ...ومَا مِنْ أحدْ يُداس الذمار..ومَا مِنْ أحدْ *** نزارُ! أزفُّ اليكُ الخَبَرْ سئمتُ الحياةَ بعصر الرفات فهيّىءْ بقُرْبكَ لي حُفرَةً!! فعيش الكرامةِ تحتَ الحُفَر. ووعَّاظُنا يرقُبون الخَلاصَ مع القادمِ...المُرتجَى..المُنْتَظَـــرْ غازي القصيبي

ولما أراد الزنادقة أن يبرروا (التطاول) على المقدسات، اخترعوا لنا (الأغراض البلاغية خاصة المجاز) طيب نريد أن تطبقوا (مجازكم) هذا على حكامكم: هل يستقيم لكم مدحا أو ذما ؟ إذن طبقوا مجازاتكم المزعومة على (الحكام) لنرى كيف سيكون الموقف .. وليس فقط على رب العزة الله، وعلى رسول الله وأنبياء الله عليهم السلام والقرآن العظيم .. قولوا كما قال الشاعر الأندلسي ابن هانئ للخليفة الفاطمي: ما شئت لا ما شاءت الأقدار *** فاحكم فأنت الواحد القهار هيا ما رأيكم في هذا (المجاز) يمشي ؟ فإذا مشيتم هذا، مشينا لكم قول الأديب والشاعر: حبيبتي تتحكم في حركة الكـــون. ! #د_رصين_بن_صالح

مررت على البلاد وليس فيها سوى نعش وأطيـــــــاف كذوبةْ توقف لا تشــــــــــيعه صلاة ولا أحــــــــــــدٌ يعي أبدًا دروبه سألت عن الفقيد ومــن نعاه؟ فقالت غـ.ــــزةٌ: "نعش العروبةْ" وقفت أسائل الأجيال وحدي وتعصف في المدى ريح غضوبةْ وما لي حيلة إلا ضـــــــميرٌ يراجـــــــع كــــل ثانية ذنوبـــهْ السيد العيسوي

أَرَى المَاءَ يَغشَى عَذْبُهُ كُلَّ مَوْطِنٍ فَمَا لِلحَشَا يَبدُو أحَرَّ من الجَمْرِ؟! أليسَ من الحِرمانِ أنْ يَقعُدَ الفَتَى على ظَمَإٍ والماءُ من حولِهِ يَجـــرِي؟ عزت المخلافي

أستطيع تعريف أي شيء إلا الجَمال.. إنه إحساس يتشكل حسب مزاجك ومشاعرك وعمرك وثقافتك ومحيطك! ألا ترى هنا أو هناك امرأة ما إن تقع عينك على وجهها حتى تتلو المعوذات ثلاثا؟! إنها هي نفسها التي قال فيها عاشقها قصائد غزل. وجاء في «تزيين الأسواق في أخبار العشاق» للأنطاكي أن بُثَيْنَة التي خَلّدَها الشاعرُ جَمِيلٌ بغزليّاتِه الشهيرة دَخَلَتْ مجلس الخليفة عبدالملك بن مروان، وبعد أن سَلَّمَتْ عليه تأمَّلَ وجهَها، ولم يَرَ فيه أي لمحة جَمَال! فقال: ماذا رأى فيك جَمِيل حتى يُعجَب بك؟! قالت: وأنتَ ماذا رأى فيكَ الناسُ حين وَلَّوْكَ الخلافة؟! فضحك الخليفة من جوابهـــا. 😄 قدموس

وأقبضُ خَطوي عن حُظوظٍ كثيرةٍ إذا لم أَنلْها وافِرَ العِرضِ مُكْرَما وأكرمُ نفسي أن أُضاحكَ عابسًا وأن أَتلقَّى بالمديح مُذمَّما وكم طالبٍ رِقِّي بنعماه لم يَصِل إليه وإن كَانَ الرَّئيسَ المُعظَّما وكم نعمةٍ كانت على الحٕرِّ نقمَةً وكم مغنمٍ يَعتَدُّه الحرُّ مَغرَمـــا

أعلنت إحدى الصحف السودانية عن جائزة لمن يقدم أفضل #إجابة لسؤالٍ في بيت الشعر التالي: مالي أرى الشمع  يبكي في مواقده ؟ مِن حرقـة النار أم من فرقة العسلِ ؟         أجاب بعض الشعراء: بأنّ السبب هو الألم من حرقة النار ، وأجاب آخرون: إنّ السبب هو فراق الشمع للعسل. و لكن لم يحصل أحدٌ على الجائزة! ما أن بلغ الخبر #الشاعر_سمير_طه_عبده حتى أجاب بقوله: من لم تجانسْه فاحذر أنْ تجالسَه ماضرّ بالشـمع إلا صحبة الفتـــلِ وفاز بالجائزة نعم إنَّ سبب بكاء الشمع وجود شيء في الشمع ليس من جنسه وهو الفتـيلة التي ستحترق فيـــه❤️

إن ساءلوكِ فقولي: لم أبعْ قلمي ولم أدنّس بسوق الزيف أفكاري وإن مضيتُ.. فقولي: لم يكن بَطَلاً وكان طفلي.. ومحبوبي.. وقيثـــاري غازي القصيبي

إنْ ساءلوكِ فقولي: كان يعشقني بكلِّ ما فيهِ من عُنفٍ.. وإصرار وكان يأوي إلى قلبي.. ويسكنه وكان يحمل في أضلاعهِ داري وإنْ مضيتُ.. فقولي: لم يكنْ بَطَلاً لكنه لم يقبّل جبهةَ العـــارِ غازي القصيبي

إِذا الجودُ لَم يُرزَق خَلاصاً مِنَ الأَذى فَلا الحَمدُ مَكسوباً وَلا المالُ باقِيا وَلِلنَفسِ أَخلاقٌ تَدُلُّ عَلى الفَتى أَكانَ سَخاءً ما أَتى أَم تَساخِيـــا أبو الطيب المتنبي

لا تَعذُلِيه فَإِنَّ العَذلَ يُولِعُهُ قَد قُلتِ حَقًا وَلَكِن لَيسَ يَسمَعُهُ جاوَزتِ فِي لَومهِ حَدًا أَضَرَّ بِهِ مِن حَيثُ قَدَّرتِ أَنَّ اللَومَ يَنفَعُهُ فَاستَعمِلِي الرِفق فِي تَأديبِهِ بَدَلًا مِن عَذلِهِ فَهُوَ مُضنى القَلبِ مُوجَعُـــهُ ابن زريق البغدادي

نَصِيبي مِنكِ يَومَ البُعدِ بُعدُ ويَومَ القُربِ إعراضٌ وصَدُّ وَنَحوَكِ كُلَّ يَومٍ لي رَسولٌ لَهُ في كُلِّ يَومٍ مِنكِ رَدُّ وَقَلبي عَنكِ في الحالَينِ راضٍ لِعِلمي أَنَّ ما لي مِنكِ بُدُّ وَلا لي مِثلُ غَيري حينَ أَخفى فُؤادٌ يَنتَهي عَمَّن يَوَدُّ عَلى رَأسي وَعَيني ظُلمُ هِندٍ رَضِيتُ بِكُلِّ ما فَعَلَتهُ هِندُ فَقُلْ لِلعاذِلِينَ صَهٍ، فَبيني وَبَينَ سَماعِ ما تملُونَ سَدُّ خُذي يا هِندُ بي في الحُبِّ رِفقًا فَما صَبري بِطُولِ جَفاكِ نِدُّ وَلا لي قُوَّةٌ تَنهى اشتياقي وَلا قَلبي عَلَى الأَهواءِ جَلْدُ عَسى يا هِندُ تعطِفُكِ اللَّيالي وَيَصدُقُ مِن وُعودِ الوَصلِ وَعدُ وَيَرتَع في رِياضِ الحُسنِ طَرفي وَيطفى مِن غَليلِ القَلبِ وَقدُ إِلى كَم هَكذا هَجرٌ وَصَدٌّ؟ أَمَا لِلصَّدِّ وَالهِجرانِ حَدُّ؟ إِذا ما قُلتُ: قَد أَشجاكِ نَوحِي وَلِنتِ، قَسا فُؤادُكِ، فَهوَ صَلدُ وَحِفظُ العَهدِ مِن كَرَمِ السَّجايا فَما لَكِ لا يَدُومُ لَدَيكِ عَهدُ؟ فَوَا أَسَفَى عَلى زَمنٍ تَقَضّى وَلَيلاتٍ تَوَلَّت لا تُرَدُّ لَعَلَّ اللهَ يَجمَعُ بَين هندٍ وبيني في رِضَاهُ كمـــا أَوَدُّ ابن المقري